منتدى مركز البورصة السعودي

منتدى مركز البورصة السعودي (http://borsacenter.mosw3a.com/index.php)
-   مركز بورصة الاسهم السعودية (http://borsacenter.mosw3a.com/f6/)
-   -   المسألة اقتصاد (http://borsacenter.mosw3a.com/f6/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%A3%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%82%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D8%AF-1869.html)

تمارة 02-21-2011 04:10 PM

المسألة اقتصاد
 
المسألة اقتصاد

الاقتصادية ـ د.سليمان بن عبد الله السكران 20/02/2011
إن الأحداث السياسية التي يعيشها الوطن العربي بالذات وبشكل متسارع، هي بلا شك محل مراقبة ومتابعة جميع أطياف المجتمع المحلي والعربي والدولي. ولعل الاختلافات في وجهات النظر والرؤى حول هذه الأحداث والتغيرات والنتائج ومستقبل هذه الثورات وما يصلح لبلد دون آخر هي حديث لا ينتهي، خصوصاً في أروقة متعاطي السياسة والعلوم السياسية. ولست هنا أو قبل ذلك ممن يروق له ذلك العلم وتشعبات نظرياته وجدليات رؤاه إلا أنني مؤمن كنتيجة حتمية لمسبب واحد لكل هذه الأحداث والتغيرات، حيث تعزى إلى شيء واحد وهو الاقتصاد. فالحياة المعيشية بكل أشكالها وتدرج المطالب من الأكل والشرب والمسكن وانتهاء بأعلى صنوف الرفاهية هي ما يحكم الإطار العام للرضا السياسي في أوساط المجتمعات، فلا يمكن أن يكون هناك مجتمع غالبيته لا تجد ما تأكل في حين أقليته تتمتع بأرقى المستويات المعيشية. ولا يمكن أن يكون غالبية المجتمع طريح فراش الموت يئن من المرض في البيت المستأجر أو الكوخ المبني بغير نظامية أو على أطراف المدن والأرياف، في حين أن فئة قليلة تتلقى أفضل رعاية صحية. وهكذا من الأمثلة التي لا تحصى في متطلبات الحياة المعيشية. إذن المسألة هي الاقتصاد وبالذات تأييد إحصاءاته ومؤشراته أن هناك توزيعاً منطقياً في الدخل يكفل معيشة وحياة كريمة تتسق مع إمكانات هذا الاقتصاد أو ذاك.

إن الوطن العربي غني بمقدرات اقتصادية بشكل يضاهي أي تكتل اقتصادي آخر في العالم غير أن ما عجز عنه اقتصاديوه هو ترجمة هذه الإمكانات إلى تنمية حقيقية تبدأ من أبجديات متطلبات الحياة متدرجة إلى ما هو أرفع من تعليم وصحة وحياة اجتماعية وغيرها ضمن إطار هدف تنمية عصرية تتناغم والمنافسة القائمة بين دول العالم وشعوبها فيما يعضد مقدرات هذه الاقتصادات لتكون مستمرة في العطاء والإنتاجية الفعالة. إن الحياة الاقتصادية لأي وطن هي المحور الرئيس الذي يشكل الحياة السياسية فيه مهما اختلفت أنظمتها وتباينت مقدراتها ومهما بلغت درجات مجتمعاتها في بساطتها أو تعقيدها. والأمثلة في ذلك كثيرة سواء في دول معاقل الديمقراطية أو غيرها. ففي أمريكا مثلا حين خرج الرئيس جورج بوش (الأب) منتصراً عسكرياً في مطلع التسعينيات، حيث بلغت شعبيته في أوساط المجتمع الأمريكي أعلى مستوياتها إلا أنه سرعان ما خبت جذوة هذه الشعبية قبيل الانتخابات لدورته الرئاسية الثانية ليخسرها للرئيس كلينتون. وكان ذلك بسبب الاقتصاد. المهم هنا ليس التاريخ الأمريكي، بل دروس مسببات التغيرات السياسية سواء في دول الديمقراطية أو غيرها خصوصا في مستقبل سياسي متجدد لوطننا العربي الكبير. فهل نعي حقيقة أهمية الاقتصاد في كل محاوره المتشعبة سواء المباشرة أو غير المباشرة التي تعتبر كسابق إلزامي لصحة هذه المحاور أو اعتلالها، خصوصاً أننا في الوطن العربي كافة وكدول نامية نعاني أكثر من غيرنا في الدول المتقدمة من رزايا قضايا الهدر والفساد.


الساعة الآن 07:20 PM


a.d - i.s.s.w


SEO by vBSEO