الأساسيات وراء امتلاك الذهب و الفضه

07-05-2011, 08:32 PM

هذا المقال يطرح المبدأ للأستثمار للذهب و للفضه كل على حده. هناك عوامل عديده وجهتني لاستنتاج أن الذهب هو أحد الاستثمارات التي يمكن الابقاء عليها لفترة العشر أو العشرين السنه المقبلين, مع الثقه بأن هذا الاستثمار سيؤدي أداء جيدا. توقيتي و منطقي المتبع في الدخول, و بالنهايه الخروج من الذهب والفضه كأستثمار سأطرحه في هذا المقال بشكل كامل و مفصل.

العنوان العريض هو أن الذهب و الفضه ليسوا في منطقة الفقاعه ( لحد الأن ), يبقى الكثير من الربح متوفر, السياسه الماليه و موجات العرض و الطلب باقيين في لعب ادوارهم.

المقدمه:

في عام 2001, و مع النهايه المؤلمه لسوق الأسهم المندفع بأعداد هائله من المستثمرين, أخيرا وصل هذا السوق الى حالة الغياب عن الوعي, و بدأ قلقي ينمو على استثماري في الأسهم التقليديه. باستثتاء بيتي و فترة 23 سنه الباقيه من 25 سنه تمويل, كانت هذه الأسهم كل استثماراتي. لذا اتجهت الى الغوص في المعلومات الاقتصاديه المتوفره لأرى ما قد يمكن اكتشافه. ما وجدته أذهلني! و لن أبحث هذه المعلومات هنا.

مع وصول عام 2002 , كنت قد وصلت الى مرحله كافيه من التدقيق و البحث عن السياسات الماليه, الاقتصاديه و السياسيه لأستنتج لاحقا أن الأبقاء على الذهب و الفضه هي فكره جيده. وضعت 50% من الكاش الذي أملكه في المعادن الثمينه و جلست أراقب. منذ ذلك الحين, أدراكي و تقديري للدور الذي يلعبه الذهب كممتلكات نقديه و الفضه كمعدن لا يمكن الاستغتاء عنه في الصناعه, وصل الى أماق كبيره في ذهني.

الاستثمار في الذهب و الفضه لا تزال فكره جيده. اليكم الأسباب:

لماذا امتلاك الذهب و الفضه؟؟

الأسباب وراء امتلاك الذهب و الفضه, و أنا أعني بشكل حسي يعني ملموس و ليس شهادات أو أسهم, هي أسباب واضحه و مباشره. دعوني أبدأ بالأسباب الأوليه لأمتلاك الذهب:

1- للحمايه من الضعف المالي
2- كعازل من الأخطاء و الغباء للسياسات الماليه المتبعه
3- كتأمين من احتمال انهيار و سقوط النظام البنكي/ المالي
4- للخيار المتوفر في الذهب و مردوده في حال تم تسييل الذهب و بيعه

ما أعنيه بالضعف المالي هو "خلق" المال من لا شيء و ضخ المزيد من السيوله الزائده عن حاجة الأقتصاد المنتج. لقد قامت البنوك المركزيه في العالم بعمل هذا لعقود من الزمن و قبل حدوث الأزمه الماليه. عندما نتكلم عن الذهب نرى أن انتاج الذهب من الأرض لا يتجاوز 3% سنويا, في حين انتاج المال كان ينمو سنويا بنسبة ثلاثة أضعاف عن نسبة الذهب منذ عام 1980.

هذه الصوره ليست عادله, لأن الاقتصاد كان ينمو أيضا, و لكن نمو المال و الدين سبق نمو الناتج المحلي للدول بخطوات كبيره. فيما يزال الاقتصاد يرزح تحت عبء هذا الدين الضخم و مع استمرار نظام الدين يعمل و كأن التوسع في القتصاد هو شىء ممكن حدوثه, أنظر الى تأثير كل هذه الدولارات و انعكاسها على أسعار المنتجات و الخدمات.

نسب الفائده الحقيقيه سلبيه ( يعني نسبة التضخم أعلى من ايراد سندات الخزينه). و هذا بسبب شراء البنوك المركزيه للسندات من مال مصنوع من الهواء! تاريخيا ارتبطت نسب الفائده السلبيه و بشكل دائم مع ايرادات عاليه للسلع, و بالأخص المعادن الثمينه. اذا و متى تحولت نسبة الفائده الحقيقيه الى ارقام موجبه, فسوف أعيد الاعتبار بشأن الاستثمار في الذهب و الفضه, و لكن لحين حدوثه.

السياسات الماليه عبر العالم ما تزال كما هي. حتى نسبة ال 1% التي أصدرها غرينسبان عام 2003 لم تكن سلبيه (بالقيم الحقيقيه) أكثر من هندسة بيرنانكي الماليه. و لكن هذا هو الخيار المتوفر لنشل البنوك من افلاساتها و شفط ديون الخزينه. يبدو أنه لا نهايه لهذه البرامج التيسيريه حتى انها اصبحت صفه دائمه للاقتصاد و النظام المالي العالميين. في أوروبا طبعا, المعادل لهذا هو الديون السياديه الموجوده في موازنة البنك المركزي الاوروبي.

العجز الفيدرالي خارج عن السيطره و عالق في مدى ال 1.5$ تريليون. الانفاق الضخم العجزي يؤدي دائما الى التضخم, و التضخم عادة هو صديق الذهب و الفضه. على الرغم من أن هذه المعادله ليست صحيحه دائما, فالعلاقه ليست قويه بين التضخم و المعادن في حالة التضخم الوسط (أقل من نسبة 5% تضخم). على سبيل المثال, عندما انخفض سعر الذهب من قمته عام 1980 الى قاعه عام 1998, 18 سنه من التضخم الوسط طول هذه الفتره. عاجلا أو أجلا أنا اتوقع عجزا ميزانيا يفوق الخيال و سيترجم حتما الى تضخم يفوق الخيال أيضا.

السبب الثالث: كتأمين من انهيار النظام البنكي, يشكل جزءا هاما من منطقي لأبقاء الذهب. هنا أنا لا اعني " الذهب الورقي" و الذي يشمل المنتجات الماليه مثل شهادات الاستثمار و التي يمكنك شراؤها مثل الأسهم عن طريق الوسيط. أنا أتكلم عن الذهب و الفضه الملموسين لأن هذين المعدنيين يمكنك ابقاؤهم خارج النظام البنكي/المالي و يؤدون دور الممتلكات النقديه.

حرفيا كل شيء أخر مالي, و يشمل الاوراق النقديه, هو بالمثل دين شخص أخر, ولكن ليس الذهب و الفضه. ببساطه هما ممتلكات لك فقط لا غير و هذه ميزه مرغوبه جدا و لا تجدها في أي شيء اخر.
اذا واجه النظام البنكي انهيار انظمته, و الذي باعتقادي هو احتمال عالي حصوله بنسبة 1 الى 4 في غضون 5 سنوات المقبلين, أنا أتوقع اغلاق البنوك لفتره من الزمن. اذا كانت هذه فترة اسبوعين أو ستة أشهر, لا يهم, أنا افضل أن يكون معي ذهب عوضا عن وديعه في البنك.

خلال فترة عطلة البنوكو ستكون أموالك مجمده و جالسه فقط هناك, حتو و لو كانت أسعار كل المنتجات في صعود صاروخي ( و خصوصا المنتجات المستورده). في الوقت الذي ستكون فيه أموالك متوفره لك, ستجد بان جزءا كبيرا منها قد تبخر من تأثير سقوط و انهيار القيمه الشرائيه للعمله. كيف تتجنب هذا؟؟؟؟؟؟ بسيطه, دع جزء من أموالك خارج البنك لأستعمالها خلال الحالات الطارئه. أنا شخصيا دائما ابقي مصروف ثلاثة أشهر كاش, و لكن يجب عليك أن تملك الذهب و الفضه أيضا.

السبب الأخير وراء امتلاك الذهب هو بسبب الذهب يمكن تسييله, و هذا سبب مقنع جدا لي. اليكم بعض الأرقام: الكميه الرسميه للذهب أو الذهب المملوك للبنوك المركزيه في العالم هو 30,684 طن أو 987 مليون أونصه. في عام 2008 كان مبلغ المال المستثمر في الأسهم في العالم تقريبا 60$ تريليون. أذا أراد العالم ان يدعم الذهب 100% من كل المال الموجود, فسعر الأونصه يجب ان يكون 60/987 = 60,790$ للاونصه. من الواضح أن هذا السعر سخيف (هل هو سخيف؟؟), و لكن حتى لو قلنا ان 10% فقط من المال يجب أن يكون مدعوما بالذهب, فهذا سيوصل سعر أونصة الذهب الى 6000$. النقطه هنا يا اخوان مش اللعب بألأرقام و اظهار ذكائي, و لكن فقط لأثبات بأن اذا لم يتم اتلاف كميه كبيره من المشتقات الماليه من السوق العالمي بطريقه ما, او اذا لم يتم شراء كميات أكبر من الذهب بطريقه رسميه من قبل البنوك المركزيه, دعم و لو بشكل جزئي طبع الأموال بالذهب سيؤدي الى سعر أعلى بكثير من سعر اليوم على 1500$ للأونصه.

الفرق بين الذهب و الفضه

يسألني الناس اذا كنت أملك الذهب و الفضه و كأنهما كلمه واحده. أنا أملك الاثنين و الحمدلله. و لكن لأسباب مختلفه تماما. بالنسبه لي الذهب هو ماده ماليه. الذهب يملك صفات مثل النقد و كان يستعمل كالمال في العديد من الثقافات المتنوعه عبر التاريخ. و انا اتوقع هذا ان يستمر.
و هناك فرصه تنمو اسبوعيا للذهب بأن يستعمل كعمله ماليه عالميا بسبب فشل النظام العملاتي الورقي. اذا أو متى فشل هذا النظام العملاتي الورقي, يجب ان يكون هناك بديل, و البديل الوحيد المعروف على التأكيد هو معيار الذهب. لذا اختيار الذهب يحظى بفرصه كبيره ليكون هو النظام الجديد المتبع خلال الفترات الصعبه المقبله.

الفضه معدن صناعي مع امتلاكه لصفة العدم استبدال. هو المعدن الشديد التوصيل المعروف لحد الأن, لذا فهو يستعمل على نطاق واسع في صناعة الالكترونيات. و يستعمل كطبقات موجوده على البيرينغ المهم في محركات الطائرات كما تستعمل الفضه كمضاف لمضاد للميكروبات لكل شيء من دهان الحائط الى قماش الملابس. تقريبا في كل هذه الاستعمالات و الاف غيرها من الاستعمالات, تكون الكميه المستعمله صغيره جدا بحيث يكون من المستحيل و عدم جدوى اعادة تدويرها أو تصنيعها و عادة لا تتم هذه الدوره للفضه.

بسبب هذه الصفه من الاستهلاك و النضوب, فكمية الفضه المتواجده فوق الارض تاريخيا كانت قليله. عندما استخدمت الفضه كعمله ماليه, ازدادت كمية الفضه المستخرجه من الأرض بشكل سنوي. مع انحسار الاستعمالات الصناعيه لهذا المعدن, انعكست العمليه, و اليوم نرى ربما بليون اونصه فوق الارض في حين كانت الكميه في عام 2008 حوالي 4 بليون اونصه.

بسسب هذه الديناميكيه الاستهلاكيه, فمن المعقول جدا أن لا نرى اضافة أونصه جديده من الفضه للمخزون العالمي في غضون العشرين سنه القادمه, في حين سنرى بعض بليون اونصه من الذهب قد اضيفت.

أنا أملك الذهب كمعدن مالي, و أملك الفضه بسبب صفته الماليه, ولكن الأهم من هذا لأنني أعتقد بأن الطلب الصناعي الفضه سيستمر لمده طويله و ستصبح الفضه ماده نادره و قليلة الوجود.

العرض و الطلب للذهب

ليس من المستغرب بأن الأسعار المرتفعه للذهب و الفضه قد حفزت الاستكشافات و انتاج المناجم. مع ثبات ارتفاع الاسعار لعقد من الزمان, كان هناك الكثير من الوقت لايجاد انتاج جديد. و الذي يوصلنا الى دهشه جديده و هي أن في حالة الذهب كانت نسبة الزياده في الانتاج قليله نسبيا.

تقول المؤسسه التحليليه ستاندرد تشاترد بأن نسبة الزياده في انتاج الذهب لم تتجاوز ال 5% خلال الخمس السنوات الماضيين.يتابع التقرير: معظم التحليلات في السوق عن الذهب تركز على حركة الدولار الامريكي و نسب التضخم و الانكماش - نحن نقوم بأكثر من هذا من خلال متابعتنا لانتاج المناجم ايضا باعتباره محرك رئيسي لسعر الذهب. في دراستنا ل375 منجم عالمي وجدنا بأنه بعد عشر سنوات من السوق المندفع, فأن قطاع التنجيم عن الذهب لم يفعل شيئا لزيادة الانتاج. نتوقع زيادة 3.6% على مدى الخمس سنوات المقبلين. ستاندرد تشارترد

هذا التقرير لا يشكل استغرابا لأي شخص مدرك في أي مرحله وصلنا في دورة الاستهلاك, و لكن هذا التقرير يمثل صدمه لكل اقتصادي. يضيف التقرير بأن لكي تبرر المناجم الموجوده حاليا مصاريفها يجب ان لا يقل معدل سعر مبيع اونصة الذهب عن 1400$ , في حين تطالب المناجم الحديثة الانشاء بسعر 2000$ للاونصه!

هذه الاسعار المطلوبه لتبرير مصاريف الانتاج و الاستثمار هي بالضبط نفس الديناميكيه التي نراها مع كل مصدر قابل للنضوب: ارتفاع اسعار الطاقه قلصت من ايرادات المواد الخام. و التكاليف التي أتكلم عنها ليست ببساطه سعر اليترول في الكاتربيلر دي - 9 و لكن تكلفة الطاقه المتواجده في الحديد و كل مكونات الصناعه من الانتاج الى التوصيل.
كما هو الحال في شركات النفط التي تطلب سعر نفط بزيادة 10$ عن السعر الحالي للبرميل حتى تصل الى نقطة break even مع ازدياد اسعار الطاقه و نضوبها على الدوام. و هذا سيمنع العديد من الشركات الجديده للدخول في هذا المجال.

العنوان العريض لستاندرد تشارترد هو أنهم يرون أن سعر 50004 لأونصة الذهب هو هدف واقعي و يضيفون بأن التحول الأهم في تجميع الذهب خلال ال 30 عاما المنصرمين:

يأتي الانتاج المحدود للذهب في وقت تحولت فيه البنوك المركزيه من بائعين الى مشترين. النتيجه , من وجهة نظرنا هو الوصول الى عجز في سوق ذهب, مع افتراض نمو في الطلب. و مع عدم التقاء العرض مع الطلب, سنرى سعر أونصة الذهب في اتجاه 5000$. ستاندرد تشاترد

العرض و الطلب للفضه

ينمو الطلب على الفضه بنسبة أرقام ثنائيه, مدعومه بالاستعمال الصناعي و الطلب الاستثماري. معهد الفضه قام بعمل ممتاز في البحث و التقريرعن هذه الأمور:
الطلب الأول:

نما الطلب الصناعي في عام 2010 بنسبة 12.8% بكمية 878.8 مليون اونصه. العام السابق, ازداد استهلاك الفضه الصناعي بنسبة 20.7% الى 487.4 مليون اونصه مغطيا تقريبا كا خسائر عام 2009.

زادت أرباح المجوهرات الفضيه بنسبة 5.1%, و هي الزياده الاولى منذ عام 2003, مدعوما بسبب الناتج المحلي القوي للاسواق الناشئه و العالم الصناعي. التصوير هبط بنسبة 6.6 مليون اونصه و هي خسارته الصغيره من 9 سنوات بسبب تأخر المراكز الطبيه في التحويل الى الأنظمه الرقميه. أما الطلب على الأواني الفضيه فقد هبط الى 50.3 مليون اونصه من 58.2 مليون اونصه بسبب ضعف الطلب الهندي.

و الأن الطلب:
انتاج الفضه عام 2010

ازداد انتاج الفضه من المناجم بنسبة 2.5% الى 735.9 مليون اونصه في عام 2010 بمساعدة بعض المشاريع في المكسيك و الارجنتين.

المكسيك غطت على البيرو كالدوله الأكثر انتاجا عالمبا من الفضه غي عام 2010 و البيرو تلتها الصين و استراليا و التشيلي. العرض العالمي للفضه سجل 5% زياده ليسجل 30% من مجمل الانتاج من المناجم في عام 2010.

أعيد و أقول بأننا نقارن زياده في الطلب بأرقام ثنائيه مقابل زياده في ارقام أحاديه للعرض.

لن يطول الوقت قبل أن نرى أسعار أعلى للفضه لتبطئ الطلب. أحد الأسباب التي دعتني للاستثمار في الفضه هو أعتقادي بأن السعر كان منخفضا بشكل كبير و اصطناعي و لهذا سيكون استثمار جيد.

بالنظر الى الاساسيات أعلاه, أنا أرى بأن أسعار المعادن النفيسه ستتضاعف بشكل كبير و تقييما بسعر الدولار الحالي مع نهاية هذا العقد من الزمان.

بو فهد

المواضيع المتشابهه
الموضوع	كاتب الموضوع	المنتدى	مشاركات	آخر مشاركة
هل البنوك التي تسببت بإزمة الرهن العقاري الأمريكي وراء فقاعة الذهب ؟؟؟؟	تمارة	مركز بورصة الاسهم العالمية	0	09-11-2011 12:04 AM
«زين السعودية» تطرح البلاك بيري ب45 ريالاً	سكووون	مركز بورصة الاسهم الخليجية	0	08-04-2011 02:49 PM
خبراء: الذهب يتجه لكسر حاجز 1700 دولاراً.. و6 عوامل وراء الارتفاع القياسي	سكووون	مركز بورصة الاسهم الخليجية	0	07-30-2011 01:04 AM
ما الفرق بين الاستثمار في الفضه و الاستثمار في الذهب	متداول حر	مركز بورصة المعادن والنفط	0	06-02-2011 11:55 AM
تجارة الذهب مخاطره...و الفضه "ساخنه"	متداول حر	مركز بورصة المعادن والنفط	0	03-06-2011 05:47 PM

التسجيل السريع مُتاح
عزيزي الزائر . وفي حال رغبتم بالإنضمام إلى أسرتنا في المنتدى ينبغي عليكم ،التسجيل! اسم المستخدم: كلمة المرور: تأكيد كلمة المرور: البريد الالكتروني: تأكيد البريد: موافق على شروط المنتدى